غاية الرسام العصري

يضيء كتاب (غاية الرسام العصري) للتشكيلي والناقد المصري الكبير رمسيس يونان علائق الفن وما يترافق من أثر قائم مع المنتج العلمي العريض الحادث والمؤثر على نحو كبير في كافة مناحي الحياة، وكذلك في الفن المتجاوب والمستجيب في عصرنا الراهن لكافة معطيات التكنولوجيا والتطور العلمي بالغ التحول والارتقاء في سباقه المشهود مع حركة الزمن.
وقبل الحديث عن مضمون الكتاب وفلسفته وأفكاره العريضة أحببت أن أنوه إلى صدور هذا الكتاب في طبعته الأولى - قبل أن يعاد نشره في الشارقة قبل عدة سنوات- عن جماعة كانت تسمى (جماعة الدعاية الفنية) التي أسسها أستاذ الفنون الرائد حبيب جورجي في مصر عام 1928، وضمت مجموعة من طلاب مدرسة المعلمين العليا وخريجيها، في سبيلها لنشر الثقافة الفنية كي يترافق النتاج والإبداع العملي مع نتاج تنظيري محفز وكاشف ومنير للمسارب الغامضة والطرقات غير المعبدة، وهي حالة صحية وواجبة تفسر لنا تفوق هذه الأجيال الفنية الريادية التي حظيت بالممارسة الجادة إلى جانب إثراء الوعي الفكري والفلسفي، بعكس ما نجده في الوقت الحالي في تدريس الفنون بالأكاديميات العربية التي قد تهتم بالممارسة على حساب الثقافة كما هو الحال في المشرق العربي، أو تهتم بالثقافة على حساب الممارسة والاشتغال كما هو حادث في بلدان المغرب العربي، وهي حالة مثيرة للدهشة والعجب لم يكن لها وجود لدى أجيال الريادة الفنية العربية عموماً ولدى من تبعهم من فناني الرعيل الأول. - See more at: http://www.alkhaleej.ae/alkhaleej/page/d91f0a01-6bfb-4cf9-bd3e-48b93775f234#sthash.RWYkGbcu.l1J6DeB4.dpuf