رحلة في صحراء ليبيا 1923

تمتاز هذه الرحلة الصحراوية بريادتها كما تمتاز بما نتج عنها من ثمرات علمية: جغرافية وجيولوجية وطبوغرافية وحتى فلكية، عكف على دراستها وتقييمها ثلاثة خبراء بريطانيين كبار وأشادوا بجهود الرحالة أحمد حسنين واكتشافاته. إن اجتياز 3500 كم في صحراء مجهولة مقفرة كان عملا استثنائيا في الربع الأول من القرن العشرين. وأول ما يلفت النظر في هذه التجربة القاسية أن خطر الهلاك في قفار الصحراء الليبية كان يتربص بالرحالة صباحَ مساء. وهذه المكابدة الجسدية والنفسية، على مستوى الإنسان ومطاياه من خيل وجمال، والتي امتدت سبعة شهور وثلاثة وعشرين يوما، تشكل مغامرة علمية وعملية مثمرة، كان من محصلتها القيِّمة اكتشاف واحتين جديدتين في تلك الصحراء المترامية الأطراف، هما أركنو والعوينات، وتعيين موقعهما على الخريطة