حفظ الأعراض في الفقه الإسلامي : دراسة فقهية مقارنة

( طبع بدعم من المكتب الخاص لسمو الشيخ ماجد بن محمد بن راشد آل مكتوم ) . رسالة علمية مقدمة استكمالاً لمتطلبات درجة الماجستير في الشريعة الإسلامية . بحث هام عني بإبراز ما جاء به الإسلام من تنظيم قوي للمجتمع على مباديء نقية، عملت على صيانته من الجرائم والآثام، وقد قام ذلك التنظيم في أساسه على وسيلتين: الأولى مباديء سامية - والثانية عقوبات رادعة. أما الوسيلة الأولى فتمثلت في دعوة الإسلام إلى تحمل المسؤوليات ومنها مسؤولية الأبوين في حسن تنشئة أولادهما، كما دعت تعاليمه إلى احتشام النساء في ملابسهن وأجسادهن وسلوكهن، كما دعت إلى تجنب التجسس على الآخرين، والاستئذان في دخول بيوت الآخرين، وشرعت تعاليمه الحكيمة الزواج وحثت عليه وسهلت سبل الوصول إليه. وأما الوسيلة الثانية، وهي حفظ الأعراض وصيانتها عن طريق العقوبة الرادعة، ويبدو ذلك في العقوبات التي شرعها الإسلام في جريمة الزنا وهتك العرض والقذف. كما أخذت الشريعة الإسلامية بحق الدفاع عن العرض، وجعلته واجبا، ووصل بها الأمر إلى حد مشروعية قتل الصائل على الأعراض، إذا لم يمكن ردعه إلا بالقتل. هذه العقوبات بنيت على أساس أن هذه الجرائم فيها فساد الأخلاق، وضرر بالغ بالأسر والأفراد والمجتمع، كشيوع الأمراض واختلاط الأنساب وخراب البيوت، والعزوف عن الزواج. وهو بحث جيد في حسن تخطيطه، وحسن عرضه، وسلامة لغته، وسمو الهدف منه، وشرف مقصده