تحولات جيواستراتيجية مرتقبة في شرق المتوسط : المؤشرات والتداعيات المحتملة

يعد "شرق المتوسط" مجالًا حيويًّا للعديد من القُوى الدولية، ويحظى بأهمية جيواستراتيجية متزايدة؛ فقد شهد تفاعلاتٍ وأنماطًا جديدةً من التحالفات التي تتعلق بموقع "حوض شرق المتوسط" بين آسيا وإفريقيا وأوروبا، وترتبط مباشرةً بتوالي اكتشافات الثروات الهيدروكربونية، وتزايد النزاعات بين دول المنطقة بشأن قضايا ترسيم الحدود البحرية. وقد أفضت التطورات المتلاحقة إلى أن يغدو شرق المتوسط "مسرح عمليات" لتنافس شركات التنقيب الدولية، في منطقة تعزّزت أهميتها؛ لما تمثله بصفتها أولًا، أحد محاور حركة التجارة العالمية؛ لقربها من قناة السويس التي توفر أسرع طريق بحري بين المحيطين الأطلسي والهندي؛ وثانيًا، أنها تقع في نطاق مبادرة "الحزام والطريق" الصينية.
وعززت جملة هذه التطورات موقع شرق المتوسط في إطار صراعات القوى الدولية والفاعلين الإقليميين؛ ما يُبرز أهمية دراسة مؤشرات التحولات الجيواستراتيجية المرتقبة في حوض شرق المتوسط والارتدادات المحتملة لهذه التحولات؛ لذا يتناول هذا الكتاب خمسة محاور رئيسية في سياق دراسة هذه التحولات: مؤشرات التحول الجيوسياسي في منطقة الشرق الأوسط بعد اتفاق الترسيم البحري بين لبنان وإسرائيل، ومؤشرات التهدئة والتصعيد في شرق المتوسط، والأهمية الاقتصادية لشرق المتوسط في إطار دوره المتصاعد في معادلة الطاقة العالمية وخاصة الأوروبية، وخرائط النفوذ الجديدة في شرق المتوسط، وأخيرًا حدود الانخراط الدولي في تفاعلات شرق المتوسط، وأنماطه .