الهجرة الوافدة إلى دول مجلس التعاون الخليجي : إشكاليات الواقع، ورؤى المستقبل

بات موضوع الهجرة من الموضوعات التي تستحوذ على اهتمام الكثير من الباحثين في المنظمات الدولية، وداخل كل من الدول المصدرة للهجرة والأخرى الجاذبة لها؛ وذلك لما لهذه الظاهرة من آثار واضحة على كل من التنمية، والبنى الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والديموغرافية عموماً. وهذا الكتاب يسلط الضوء على ظاهرة الهجرة إلى دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية من شتى الأبعاد.ويحاول الكتاب تناول هذه الظاهرة من خلال الإجابة عن التساؤلات التالية: ما العوامل التي أدت إلى بروز ظاهرة الهجرة بهذا الشكل في دول مجلس التعاون؟ وما المتغيرات التي لازمت الهجرة إلى دول مجلس التعاون؟ وما القوانين المحلية والدولية التي تتعلق باستخدام العمالة الوافدة؟ وما هي الاستراتيجيات والإجراءات التي من شأنها معالجة هذه الظاهرة؟ويقدم الكتاب جملة من الرؤى والتوجيهات التي لابد لصناع القرار في دول المجلس من أخذها في الحسبان لإدراك أبعاد هذه الظاهرة وسبل التعامل؛ ومنها ضرورة تعبئة كل وسائل الإنتاج الوطنية، وبخاصة العنصر البشري، ووضع سياسات للإنفاق تتواءم مع نوعية الاحتياجات وفي ضوء الوعي بالمشكلة السكانية، ورفع الإنتاجية بزيادة توظيف قدرات المشتغلين، والابتعاد عن العمالة الرخيصة غير الماهرة، وتطوير سوق العمل ومعالجة تحدياته في إطار رؤية شاملة لمفهوم العمل المناسب، وتوسيع مجال الحوار الاجتماعي حول هجرة العمالة ليضم الشركاء الاجتماعيين في كل من الأقطار المرسِلة والمستقبِلة، وتنويع مصادر العمالة الخارجية