الخطاب الأدبي وأنساق المعرفة

يسعى الكاتب فيها إلى معالجة العلاقة بين المرجع الخارجي الذي تستقي منه الذات المبدعة تجربتها، والأثر الفاعل لهذا المرجع الذي على أساسه يتشكل وعيها، والشكل التعبيري الصادر عنها، ذلك الذي يحيل المجرد الفكري والنفسي المتولدّ عن هذه العلاقة إلى منجز ملموس، يمكن مقاربته والتأسيس من خلاله لوعي جديد، هو وعي التلقي.
وفي هذا الكتاب نصافح ذواتاً وأعمالاً تسكن المكتبة الثقافية العربية في مسار معرفي أفقي جامع بين التراث والمعاصرة، ففي الفصل الأول يتوقف الكاتب مع المتنبي وأبي العلاء المعري، وفي الفصل الثاني ينتقل إلى لقاء المتلقي بإحدى الذوات المبدعة نقلة زمانية ونوعية أيضاً، وفيه يتوقف الكاتب مع الشاعر محمود درويش، وفي الفصل الثالث يصاحب القارئ أحد أعلام المشهد الثقافي المصري، خلال فترة زمنية ممتدة في القرن العشرين ألا وهو طه حسين، من خلال تجربته في الكتابة النثرية، وتأتي سرديته الروائية "الوعد الحق"، لتحظى بالنصيب الوافر في هذه الوقفة، أما الفصل الرابع فيصاحب فيه القارئ فنوناً أدبية ثلاثة، بحثاً عن المجرد الفكري كمسار للمنجز الملموس.
https://sharjah24.ae/ar/Articles/2023/10/29/ZZ58